البسمة .. الضحكة .. الهموم .. البكاء

بسم الله الرحمن الرحيم : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : من المعلوم في هذه الأيام أن الشاب المسلم والشابة المسلمة يواجهان ضغوطات كبيرة جدا من قبل التأثيرات الخارجية ،

والتي تهدف الى تضليل كل من يتبع العقيدة الصحيحة .
فأما من يحتاط من هذه المؤثرات ولا يتبعها في هذه الايام فسوف ينال اجرا عظيما ان شاء الله تعالى ولكن اريد ان اسلط الضوء في هذا الموضوع حول بحث اجريته خلال عدة سنين وهي بالاحرى سني الثانوية والمراهقة .
ويتطلع هذا البحث الى الوضع المزري الذي وصل اليه كل من الشاب والشابة المسلمين .
طبعا يسأل السؤال لماذا اطلقت العنان لهذا البحث في فترة الثانوية بالذات , فقط لأنها تعكس الوضع المزري على الغالب , استمع اخي المسلم واختي المسلمة الى هذه الحقائق الواقعية :
التأثيرات الخارجية سببت بأن يشعر الشاب المسلم ان عليه ان تكون له حبيبة او ان تكون صديقة يقول لها همه وتقول هي من دورها ما يأرقها وما يجرحا كأن هذا الشاب او تلك الفتاة هي الدواء للداء وهي البهجة للدمعة وهي السرور عند الحزن وهي الحنية والرأف عند الغضب والانزعاج.
معاذ الله – كلمات قالها سيدنا يوسف عليه السلام عندما عرضت عليه الفتنة , اين انتَ واين انتِ من كلام هذا الرسول العظيم الذي وقف وقفة الجبل بعون الله عز وجل امام شهوته وامام نفسه التي قهرها وكبحها .
الان, تبدأ العلاقة المحرمة بضحكة وبعدها باعطاء الايميلات وارقام الهواتف النقالة ويبدأ الحوار الذي اشبهه انا شخصيا بادخال الماء شديد الحرارة الى الفم ومضمضته ثم اخراجه , نعم ينحرق فمك ايها الاخ والاخت وانت تتكلم بكلام لا يزن شيئا , تبدأ الهموم من كلا الشخصين بالتنقل بين سماعات الهواتف المنقولة عبر الموجات اللاسلكية الى اذان كلا الطرفين , تصبح كعلاقة زواج لا اكثر
( ممكن اتقولو اني ببالغ بس من فضلكم استنوا علي شوي) .
وعندما يبلغ الحب ذروته وقمته تبدأ قصة اخرى ذات طابع اشد الما وحزنا وهي المرحلة التي سوف تبدأ تلك القصة التي نمت ونضجت مثل الثمرة تبدأ مرحلة التعفن , استمع اخي ماذا يحدث على سبيل المثال تأتي الفتاة بيوم من الايام وتقول للحبيب لقد تقدم الي عريس بكل فخر , وهنا تقع المشكلة اذا كان هذا الحبيب يحبها حبا مخلصا , فتبدأ الخلافات وبالنهاية تتبين انها قصة لا اساس لها لا اصول لها , وكأنها كانت كلاما او جملا مكتوبة بالرصاص وجاء الخطيب او العريس فأخذ الممحاة ومحا جميع تلك الذكريات الجميلة وبالنهاية يتبين ان هذه القصص لا جدوى منها . قد تقولون ان الفتاة التي تحب ممكن تسنتى حبيبها ولكن تكون على الغالب فقدت عقلها خاصة اذا لم يكن بينهما فارق زمني كبير فهي مجبورة حينئذ بأن تنتظره حتى يصبح جاهزا للتقدم لها ومشاكل وأعصاب غريبة وعجيبة من الممكن ان تسبب خلافات عائلية قد تسبب بتزويج الفتاة بالقوة والاكراه .
فالمغزى يا اخوتي واضح ان اردت ان ترمي نفسك بالمشاكل وكثرة الهموم فأنت وشأنك ولكن تذكر امرا هاما جدا الا وهو كل شيء مبنى على حرام ان كان أي شيء فلن يكون مباركا من الله وسوف ينتهي على امور غير جيدة هذا الامر على ما اظن معلوم وواضح , انت يا اخي غير محتاج الى اخراج همك لبنات الناس مهما تكن البنت قادرة على التحمل فسوف تحدث المشاكل بالنهاية وكذلك انت يا اختي غير محتاجة لقول العبر والترهات عبر الهواتف للشباب الذي لا يعلم بنواياهم الا الله , واليكم مني نصيحة هنالك من تستطيعون كلكم ان تناجوه وان تخرجوا كل همومكم له وسوف ترتاحون ان شاء الله , انه الرحمن الرحيم انه الله العظيم الذي دعاكم اليه , هو من خلقنا ويعلم بهمومنا فاشكوا له الهموم والغموم وادعوه ان يرفعها عنكم ويبدل الاحوال السيئة بالحسنة بالنوافل بقيام الليل متى شئتم تجدونه منصتا لكم سامعا لهمومكم وشكواكم فادعوه ولا تقنطوا .
اجعلي دموعك تذرف بين يدي الله في الصلاة والقيام والتلاوة لا لشاب لم تعلمي عنه الا ما ظهر منه , وانت ايها الشاب انا مثلك شاب واعلم ما هي النفس ، والاجدر بنا ان اردنا ان ننجو ان لا نفعل ما تأمرنا به .
قد تقولون ان هنالك قصص حب نجحت وتزوج الطرفان ، فقط معلومة صغيرة لكم وهي ان غالبية حالات الطلاق من وراء قصة حب دامت كذا سنين وتكون اما على رؤية الزوج لزوجته تتكلم بالتلفون ولم تخبره او تقفل السماعة عند مجيئه فيبدأ الشك وتبدا الغيرة وعدم الاخلاص وينتهي هذا بالطلاق , انا على الاقل اطلعت على هذه الحقائق ويمكنكم ان تطلعوا عليها انتم ايضا هذا اذا لم تحدث معكم لا سمح الله .
انظر الى نفسك وتأمل بها ترى ما مدى نفوذك وقوتك ، لا تدعى جسمك فلماذا نقع بالمشاكل ونحن نعرف اننا سوف نقع .
اسأل الله العظيم ان يبعد عن اخوتي واخواتي وعني الاعمال الرذيلة والمنحطة.
وشكرا .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .