كيفية توجيه سلوك الأطفال
دراسة لنفسية الأطفال وواجبنا نحوهم
المبحث الثالث: أسباب السلوكيات غير المقبولة للطفل.
في البداية: بعد أن عرفنا من هو الطفل وتتبعنا مراحل نموه منذ أن أصبح طفلا بفعل الولادة وصولا إلى خروجه من مرحلة الطفولة بعد أن أصبح رجلا وهو يتخطى سن الثامنة عشر . وبعد أن فسرنا وشرحنا ما يريده عادة الآباء من أبنائهم من منطلق أن الطفل يختلف عن الكبير ولا يشبهه كما سبق الشرح والتوضيح في المبحث الثاني من الدراسة( الجزء الثالث ). فإننا نزعم البحث في هذا المبحث الثالث من الدراسة ( الجزء الرابع) بيان أسباب السلوكات غير المقبولة للطفل. وإنما قبل ذلك وجب التعرف على معنى السلوك ومعنى السلوك غير المقبول.
أولا:تعريف السلوك :
السلوك لغة من: سَلَكَ يَسْلُكُ سَلْكاً وسُلُوكاً :- المكانَ، وبهِ وفيه: دَخَلَ ونَفَذَ{{ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً.}}- الشّيْءَ في الشّيْءِ، وبه: أدْخَلَهُ؛ سَلَكَ الخيّاطُ الخيطَ في الإبرَة. - الشخصَ وبالشَخصِ المكانَ: أدخَلَهُ إيَّاهُ ( المحيط)
أما السُّلُوكُ في الاصطلاح : فمعناه سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه؛ وفي علم النفس، الاستجابة الكُلِّيّة التي يبديها كائنٌ حيّ إزاء أيّ موقفٍ يواجهُهُ/ شهادة حُسنِ السُّلُوك، هي شهادة تُعطى للشخص من الدَّولة أو المؤسّسة الّتي كان يعمل بها بأنه حسن السلوك. ( المحيط)
والسلوك بذلك هو كل ما يصدر عن الفرد من نشاط ظاهر كالكلام أو المشي أو نشاط باطن كالتفكير والتذكر والتخيل .وذلك نتيجة التفاعل مع الآخرين . وبدلك يميز علماء النفس بين نوعين من السلوك ، هما:
1_ سلوك ظاهر: وهو الذي يمكننا ملاحظته إذ يتبدى على شكل تعابير لفظية و إشارية.
2_ سلوك غير ظاهر: وهو السلوك الداخلي الذي نشعر به من خلال العمليات الباطنية عقلية كانت أم عاطفية وتتجلى في عمليات التذكر والإدراك والتخيل . ومعرفتنا لها تكون بمعرفة نتائجها. فطول التفكير ينتج التأمل والتوصل إلى المعارف. وحسن التخيل ينتج الإبداع ...
ثانيا: أسباب السلوك غير المقبول:
ومهما يكن الأمر فالسلوك نتعلمه، فالإنسان يولد صفحة بيضاء ويتعلم السلوكيات بعد ذلك . يتعلم اللعب كما يتعلم التفكير ، يتعلم الحب كما يتعلم الكره يتعلم الفوضى كما يتعلم النظام، يتعلم باختصار كل متناقضات الحياة عن طريق المحاكاة ، وعن طريق التقليد ...وما دام السلوك يُتَعَلم وليس أمراً فطرياً فهذا يعني أنه يمكننا تعليم السلوك الإيجابي ومحو السلوك السلبي. (لنا عود إلى ذلك في الجزء الخامس) . ولكن دعنا الآن نتعرف عن معنى السلوك السلبي الذي نراه غير مقبول لدى الطفل.
فما هو السلوك غير المقبول إذن؟؟
ثالثا: السلوك غير المقبول وأسبابه:فى بعض الأحيان يقوم الأطفال بالتعبير عن مشاعرهم بالبكاء أو الغضب أو الثورة تجاه أمر يرفضونه لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعرفونها لإعلامك بمشاعرهم . والبكاء مستساغ مقبول كلما كان الطفل صغيرا، دون الرابعة أو الثالثة. والغضب له ما يفسره كلما كان الطفل أكبر من ذلك . والثورة إذا كان ما يبررها موجودا لديها علاجها كلما كان الطفل في سن المراهقة.
وفي بعض الأحيان تستشري الفوضى واللامبالاة وتظهر في سلوك الطفل. وأحيانا أخرى يبدوا الطفل منطويا منعزلا ..
وأحيانا أخرى تظهر بعض السلوكات العدوانية:
_ كالتعدي اللفظي واستعمال التعابير المذمومة .
_ والتعدي الجسدي واستعمال القوة الجسدية .
_ تحطيم ممتلكات الآخرين وأمتعتهم .
_ السرقة والكذب والاستهتار بالقيم . ...
هذه بعض السلوكات ظاهرها غير مقبول ونرفضه نحن الكبار ونرى فيه أنه سلوك صعب مرضي ، دليل على سوء التربية .
إذا كان هذا هو السلوك غير المقبول أو ما يماثل هذا ... وما أكثره في حقيقة الأمر وما أشكله عند أبنائنا . فما السبيل إلى التخلص منه ؟؟ ما الوسيلة للتخفيف من حدته ؟ وما الطرائق التي تجعلنا نوجهه إلى حيث يكون مقبولا ( سنجيب بحول الله على ذلك في الجزء الخامس )
وقبل ذلك يمكن تلخيص السلوك غير المقبول في ردود فعل ثلاثة هي:
_ البكاء لمن هم دون الرابعة.
_ الغضب لمن هم دون العاشرة
_ الثورة لمن هم أكبر من ذلك.
إذا كانت هذه سلوكات نراها ونحسها كل يوم ونعيشها مع أطفالنا فمن المتسبب فيها يا ترى؟؟؟
إذا أدركت أخي القارئ أن الطفل هو ذلك الكائن الذي يولد على الفطرة صفحة بيضاء نسطر فيها نحن الكبار ما نشاء فاعلم أننا نحن الكبار أيضا من تركنا البكاء وسيلة الطفل للتذمر والغضب وسيلته للرفض والثورة وسيلته لإظهار الذات .
إلى هنا ينتهي المبحث الثالث وسنلتقي مع المبحث الرابع لنتدارس مع بعضنا البعض كيفيات تدخل الآباء والمربين لعلاج الأمر.. ولكن بعد أن نستمع لتعليقات وآراء الأعضاء مع الشكر الجزيل